</TR></TABLE><td> |
سياسة الصمت والامتناع هي سياسة جداً رائعة ومفيدة وسلمية عند بعض الحالات, فهي خير سلاح ضد المتحذلقين والغوغائيين وغيرهم ممن يعانون نقص معيّن.
لكن في الواقع, قليلٌ هم من يتحلّون بهذه الميزة الفعّالة, ويوازي ذلك الكثير من الادّعاءات التي يروج بها البعض عن نفسه فيقول: أنا لن أرد عليك, أنا أُفضِّل الصمت, لا تعليق .. ونحو ذلك. والواضح أن الذين يتكلفون الصمت يختلفون اختلافاً جوهرياً عمن كان الصمت طبع من طبائعه.
من الناس من هو ذو عقلية غير واقعية, أو عقلية تفرط في ابتذال الجدية والمثالية, ولمثل هؤلاء كان الصمت بالمرصاد. إذ لا يغيظ مثل هذا إلا أن تصمت فعلاً وتتجاهله ولا تكترث له, فتكون المسبب الأساسي لانطباع سلبي ينتج لهذا الشخص عن نفسه أو سلوكه أو أفكاره ومعتقداته, وبالتالي تكون قد أحدثت له توجيهاً غير مباشراً بشأن حالته تلك, وهذا أبسط وأسهل من طريقة الكلام المباشر أو الحوار والمناقشة التي تجلب الفهم الخاطئ وعندها تكوّن الكراهية.
ومن المؤكد أن الذين يملكون عقلية مثل تلك الآنفة الذكر, هم أكثر الناس قابلية للاستفزاز. حيث لا يمكنهم السيطرة على أنفسهم ويهبّون للدفاع أو الهجوم في كل مرة يتعرضون فيها للاستفزاز. وهنا هو الاختبار الحقيقي, فلو كان الشخص يتمتع بصمت طبيعي أو أصلي فلن يتأثر بأي نوع من أنواع الاستفزاز, أما لو كان ذو صمت متكلف وغير حقيقي فسوف تُعرف حقيقته عند أقرب محاولة للاستفزاز.
أعود لأقول أن الذين يتمتعون بالحلم والصمت الحقيقي سواءاً كان فطرياً أو مُكتسباً, هم أقل بأشواط من الذين يدّعون مقدرتهم على الصمت أو يظهرون ترفعهم عمّا لا يعجبهم.
قلت فيما مضى أن الصمت هو أبلغ اللغات على المعمورة, ولكنه –للأسف- أصعبها إتقاناً. وقد قيل في فضل الصمت الكثير, مثل قول لقمان الحكيم لولده: "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك", كما قال ((وليم هنريت)): الصمت فن عظيم من فنون الكلام.
فلنحاول دائماً أن نصمت ونتغاضى عما يعيب الآخرين, وأن نصمت عندما نتورط في جدال مع شخص سلبي, وأن نصمت عندما نتعرض للاستفزاز أو الاستدراج الذهني من قبل السلبيين صمتاً تاماً.
لكن الأهم هو ألاّ نقع في فخ التعالي والكبرياء فنصبح متغطرسين, أو نصبح جديين أكثر من اللازم فنغدو معقدين.
والجمع بين الصمت وطيبة النفس وحلاوتها أمر غير مستحيل المنال, فهذا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه, بشرٌ مثلنا, ولكنه كان كثير الصمت وفي ذات الوقت كان بشوشاً ضحّاكاً.
بقي علينا أن نحدد من أي الفئات نحن, هل نحن نُستَفَز بسهولة ولا نتقن الصمت؟ أم أننا نتكلف الصمت ونتغنى به؟ أم أننا ذوي صمت حقيقي؟؟
لكن في الواقع, قليلٌ هم من يتحلّون بهذه الميزة الفعّالة, ويوازي ذلك الكثير من الادّعاءات التي يروج بها البعض عن نفسه فيقول: أنا لن أرد عليك, أنا أُفضِّل الصمت, لا تعليق .. ونحو ذلك. والواضح أن الذين يتكلفون الصمت يختلفون اختلافاً جوهرياً عمن كان الصمت طبع من طبائعه.
من الناس من هو ذو عقلية غير واقعية, أو عقلية تفرط في ابتذال الجدية والمثالية, ولمثل هؤلاء كان الصمت بالمرصاد. إذ لا يغيظ مثل هذا إلا أن تصمت فعلاً وتتجاهله ولا تكترث له, فتكون المسبب الأساسي لانطباع سلبي ينتج لهذا الشخص عن نفسه أو سلوكه أو أفكاره ومعتقداته, وبالتالي تكون قد أحدثت له توجيهاً غير مباشراً بشأن حالته تلك, وهذا أبسط وأسهل من طريقة الكلام المباشر أو الحوار والمناقشة التي تجلب الفهم الخاطئ وعندها تكوّن الكراهية.
ومن المؤكد أن الذين يملكون عقلية مثل تلك الآنفة الذكر, هم أكثر الناس قابلية للاستفزاز. حيث لا يمكنهم السيطرة على أنفسهم ويهبّون للدفاع أو الهجوم في كل مرة يتعرضون فيها للاستفزاز. وهنا هو الاختبار الحقيقي, فلو كان الشخص يتمتع بصمت طبيعي أو أصلي فلن يتأثر بأي نوع من أنواع الاستفزاز, أما لو كان ذو صمت متكلف وغير حقيقي فسوف تُعرف حقيقته عند أقرب محاولة للاستفزاز.
أعود لأقول أن الذين يتمتعون بالحلم والصمت الحقيقي سواءاً كان فطرياً أو مُكتسباً, هم أقل بأشواط من الذين يدّعون مقدرتهم على الصمت أو يظهرون ترفعهم عمّا لا يعجبهم.
قلت فيما مضى أن الصمت هو أبلغ اللغات على المعمورة, ولكنه –للأسف- أصعبها إتقاناً. وقد قيل في فضل الصمت الكثير, مثل قول لقمان الحكيم لولده: "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك", كما قال ((وليم هنريت)): الصمت فن عظيم من فنون الكلام.
فلنحاول دائماً أن نصمت ونتغاضى عما يعيب الآخرين, وأن نصمت عندما نتورط في جدال مع شخص سلبي, وأن نصمت عندما نتعرض للاستفزاز أو الاستدراج الذهني من قبل السلبيين صمتاً تاماً.
لكن الأهم هو ألاّ نقع في فخ التعالي والكبرياء فنصبح متغطرسين, أو نصبح جديين أكثر من اللازم فنغدو معقدين.
والجمع بين الصمت وطيبة النفس وحلاوتها أمر غير مستحيل المنال, فهذا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه, بشرٌ مثلنا, ولكنه كان كثير الصمت وفي ذات الوقت كان بشوشاً ضحّاكاً.
بقي علينا أن نحدد من أي الفئات نحن, هل نحن نُستَفَز بسهولة ولا نتقن الصمت؟ أم أننا نتكلف الصمت ونتغنى به؟ أم أننا ذوي صمت حقيقي؟؟
المصدر للكاتب / أحمد الغامدي
http://soul-talk1.blogspot.com/