لبسم الله الرحمن الرحيم
--------
-----
---
--
-
المدح
--------
-----
---
--
-
المدح
وهو منهّي عنه في بعض المواضع. أما الذم فهو الغيبة والوقيعة والمدح يدخله ست آفات: أربع في المادح، واثنتان في الممدوح.
فأما المادح، فالأول: أنه قد يفرط فينتهي به إلى الكذب.
والثانية: أنه قد يدخله الرياء فإنه بالمدح مظهر للحب، وقد لا يكون مضمراً له ولا معتقداً لجميع ما يقوله فيصير به مرائياً منافقاً.
الثالثة: أنه قد يقول ما لا يتحققه ولا سبيل له إلى الاطلاع عليه، وروي أن رجلاً مدح رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام: "ويحك قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما أفلح" ثم قال: "إن كان أحدكم لا بد مادحاً أخاه فليقل أحسن فلان ولا أزكي على الله أحداً حسيبه الله إن كان يرى أنه كذلك". [أصله متفق عليه].
الرابعة: أنه قد يفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق وذلك غير جائز.
وأما الممدوح فيضره من وجهين:
أحدهما: أنه يحدث فيه كبراً وإعجاباً وهما مهلكان.
الثاني: هو أنه إذا أثنى عليه بالخير فرح به وفتر ورضي عن نفسه ومن أعجب بنفسه قلّ تشمره وإنما يتشمّر للعمل من يرى نفسه مقصراً فأما إذا انطلقت الألسن بالثناء عليه ظن أنه قد أدرك ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما أفلح".